بقلم: الروائي الأرتيري هاشم محمود
عن أي شيء سأتحدث بالتحديد؟ شعبٌ شغوف مُحبٌّ للقراءة، أو كرمُ الضيافة منذ لحظة تقديم الدعوة، لتقديمي ندوة أدبية، بمعرض مسقط للكتاب.
كنت مُندهشًا لأول زيارة لهذا البلد الخليجي العريق؛ استقبالٌ رائعٌ منذ لحظة الوصول إلى لحظة المغادرة،
اثنان وسبعون ساعةً اكتشفتُ فيها هذا البلدَ العريق، والشعب النبيل.. تشعر في معرض مسقط الدولي للكتاب وكأنك في موسم حجٍّ؛ زحام وشراء؛ وتنظيم رائع.
خدمات راقية في كل شيءٍ، وأبشرك فأنت في وطنك، ووسط أهلك.. ندواتٌ وفعاليات تُقام، حضور رائع ومتفاعل مع الحدث، قُدِّمت الندوةُ بصالون الدكتورة فاطمة العلياني، فأدهشني التجاوبُ والتفاعلُ، وكانت الدكتورة فوزية الفهدي تُدير الجلسة، وكأنها تعرف الضيوف منذ زمنٍ بكل هدوء وترحاب.
أمضينا ساعة زمان وكأنها دقائق معدودات، ثم جاء دور الأستاذة المربية مريم النعيمي، الترس المحرك في رحلةٍ سياحية، برفقة الدكتورة فاطمة العلياني، وابنتها جمانة، فطفنا بجبال مسقط، ومناطقها التراثية العريقة؛ وفي قصر العلم العامر كان لنا جولة في ساحة قصر العلم العامر نلتقط الصور، وأنا في دهشة من روعة المنظر، واستكملنا رحلتنا في طرق متعرجة، وسط سلسلة جبلية طويلة،
ومناظر تسرُّ المُشاهِدَ،
إنها سلطنة عُمان؛ بوابات أثرية عريقة، شاهدة على تاريخ هذا البلد الجميل، ونفق وسط الجبل، مع علامات مرورية حديثة، تدل على عراقة الماضي المتصلة بالحاضر وتمتد إلى المستقبل.
أما عن مناظر الجبال وهي تحمي مسقط وكأنها درع طبيعي، فهذا شيء آخر،
وفوق تلك الجزيرة المحاصرة بالجبال شاهدت اللحظات الأخيرة لتصوير فيلم هندي،
مشهد يضاف إلى المشاهد الرائعة بمسقط.
شعب بهذه الطريقة من الكفاح والتسامح، يستمد أصالته من عراقة ماضيه وحاضره، ومتطلع إلى مستقبل مشرق من البناء والتعمير الفكري والمادي لا خوف عليه من جورٍ.
أما عن كرم الضيافة فهنا أصالة العروبة، وأبشر أنت بسلطنة عمان.
وجدت ثقافة عالية لدى هذا المجتمع، فسائق التاكسي ملمٌّ بتفاصيل كثيرة، نادرًا ما تجدها.
التقيتُ بشخصيات أدبية مميزة لأول مرة؛ أمثال الدكتورة فوزية الفهدي والدكتورة غالية عيسى، فلا يكاد الزائر يفرق بين المواطن والوافد والجزائر، فهنا الكل متساوٍ. وقد التقيتُ بصديقي غالب محمد صالح بعد عشرين عامًا، فقد حضر بصحبة مجموعة من المثقفين وحاملي درجة الدكتوراه لحضور الندوة الأدبية.
ختامًا شكرًا جزيلًا للقائمين على معرض الكتاب بمسقط، والشكر أجزله لصالون الدكتورة فاطمة العلياني، والقائمين عليه، وتحية إعزاز لهذا الشعب المُلهِم…